20 أبريل 2024

اليوم العالمي للإبداع والابتكار .. خبيرة اقتصاد معرفة لـ"قنا": قطر نموذج ملهم في استخدام الإبداع لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

محلية
  • QNA Images
  • QNA Images

الدوحة في 20 أبريل /قنا/ يحتفي المجتمع الدولي باليوم العالمي للإبداع والابتكار في 21 أبريل كل عام؛ بهدف تعزيز الوعي بدورهما في تحقيق التنمية المستدامة.

ويتم الاحتفال باليوم العالمي للإبداع والابتكار، بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي صدر في 27 أبريل عام 2017، وهو مناسبة يمكن من خلالها إبراز الأمثلة على أفضل الممارسات، وإلقاء الضوء على استخدام التفكير المبدع والتكنولوجيا نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفي هذا الصدد، قالت السيدة جواهر فيصل الخزاعي، الخبيرة في اقتصاد المعرفة والرئيس التنفيذي للتسويق والاتصال بشركة الخليج للمخازن، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، إن مفهوم الاقتصاد الإبداعي أضحى ركيزة أساسية في الاقتصاد العالمي خلال السنوات الأخيرة في المشهد العالمي المتطور بسرعة، حيث إنه ليس فقط مجرد جانب من الاقتصاد، بل هو أيضا محرك أساسي للنمو والتطور في الدول والمجتمعات.

وأوضحت أن هذا النوع من الاقتصاد يعتمد على إنتاج المعرفة والاستفادة منها، حيث تعتبر المعرفة مصدرا رئيسيا للثروة والرفاهية في المجتمع، ويتم ذلك من خلال تحويل الأفكار الإبداعية إلى منتجات وخدمات يمكن تبادلها وتداولها واستهلاكها.

ونوهت جواهر الخزاعي بأن الاقتصاد الإبداعي هو مصطلح يشمل مجموعة واسعة من الصناعات الإبداعية والثقافية، بدءا من التراث والفنون والوسائط المتعددة والإبداعات الوظيفية، مشيرة إلى أن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية الأونكتاد قدم تعريفا مهما للاقتصاد الإبداعي، ووصفه بأنه "نمط من النشاط الاقتصادي يعتمد على استخدام الأصول الإبداعية لتوليد النمو الاقتصادي وتحقيق التنمية الاقتصادية".

وأوضحت في هذا السياق أن هذا التعريف يسلّط الضوء على أهمية الإبداع والثقافة كمحفزين رئيسيين لتعزيز التقدم الاقتصادي.

وأكدت أن دولة قطر تعتبر نموذجا ملهما في دمج الاقتصاد الإبداعي في استراتيجيتها الوطنية للتنمية ضمن رؤية قطر الوطنية 2030، مشيرة إلى أن تعزيز المبادرات الإبداعية هو جزء حيوي من رؤيتها الوطنية الطموحة، حيث يمثل الفن والثقافة جزءا أساسيا بهذه الرؤية، بما يشجع على التفاعل الإبداعي وتقديم منصات للفنانين للتعبير عن أنفسهم وتطوير مواهبهم.

وأضافت أنه من خلال هذا النهج، تسهم قطر في تعزيز الثقافة والفن كعوامل حيوية لتحقيق التنمية المستدامة، إذ تعكس هذه الاستراتيجية الالتزام بتعزيز التنمية الشاملة التي تتجاوز النمو الاقتصادي لتشمل الأبعاد الثقافية والاجتماعية، كما تتمثل أيضا في تحقيق التوازن والبناء نحو مستقبل أفضل لقطر وشعبها.

إلى ذلك، أوضحت، الخبير في اقتصاد المعرفة، أن إحدى قوى الدفع وراء الاقتصاد الإبداعي في قطر هي متاحف قطر، واصفة إياها بـ"منارة للإبداع"، مبينة في الوقت نفسه أن هذه المؤسسة لم تقم بحفظ تراث الدولة فحسب، بل كانت في الصدارة في تعزيز الابتكار الفني وتبادل الثقافة.

وقالت: إن سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، قد أطلقت مبادرات طموحة لتعزيز الفن والثقافة داخل البلاد وعلى الساحة العالمية".

وأضافت: "إنشاء متاحف عالمية مثل متحف الفن الإسلامي ومتحف قطر الوطني ومتحف: المتحف العربي للفن الحديث، ومتحف لوسيل، و3 ـ 2 ـ 1 متحف قطر الأولمبي والرياضي وغير ذلك من المتاحف، لا يثري فقط المشهد الثقافي في قطر، بل يجذب أيضا الانتباه الدولي لها، معتبرة إياها مراكز للإبداع العالمي".

وحول كيفية مساهمة الإبداع والابتكار في التنمية المستدامة، أشارت جواهر الخزاعي إلى أن التنمية ليست مجرد نمو اقتصادي، بل تشمل أبعادا بيئية واجتماعية وثقافية، حيث تدرك قطر أن الثقافة هي قوة دافعة للتنمية المستدامة، وقد تم تضمين هذا الإدراك في استراتيجيات تطوير الدولة، مؤكدة أن الثقافة ليست ثابتة، بل دينامية ومتطورة، وتعزز بيئة خصبة ينمو فيها الإبداع والابتكار ويزهرا معا، مما من شأنه أن يجذب المواهب، ويعزز روح ريادة الأعمال، ويحفز النمو الاقتصادي.

ويذكر اليوم العالمي بدور الإبداع والابتكار في تحويل الفكرة إلى واقع، وفي إيجاد الحلول للتحديات التي تواجه المجتمعات في مختلف أنحاء العالم، ويعد مناسبة للاحتفال بالأفكار الجديدة والمبتكرة التي تعزز التطور الاجتماعي والاقتصادي والبيئي نحو بناء مستقبل مستدام ومزدهر للبشرية.

ويلهم اليوم العالمي للإبداع والابتكار الناس للتفكير خارج الصندوق، وتجاوز الحدود المعتادة، حيث يشجع على تبني المخاطرة المحسوسة واستكشاف الفرص الجديدة، ويتيحها للجميع بما في ذلك النساء والشباب، كما يساعد في إيجاد الحلول للأزمات والمشاكل المهمة مثل القضاء على الفقر والجوع.

تجدر الإشارة إلى أنه ليس هناك فهم عالمي محدد لمفهوم الإبداع، وبالتالي فهو مفهوم مفتوح على التأويلات، بدءا من التعبير الفني وانتهاء بمهارات حل الإشكالات في إطار التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.

 


الكلمات المفتاحية

ثقافة, قطر
X
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط "الكوكيز" لنمنحك أفضل تجربة مستخدم ممكنة. تعرف على المزيد حول كيفية استخدامها ، أو قم بتحرير خيارات ملفات تعريف الارتباط الخاصة بك
موافق